دليل المقابلة في البحث العلمي

دليل المقابلة في البحث العلمي

المقابلة في البحث العلمي

تعتبر المقابلة أهم أدوات البحث العلمي لمساهمتها في توفير بيانات عميقة حول المشكلة البحثية الذي يريد الباحث دراستها، وتمتاز المقابلة في البحث العلمي بأنها من أكثر الأدوات دقة وذلك لقدرة الباحث على مناقشة المبحوث أثناء إجراء المقابلة حول الإجابات التي يعمد إلى تقديمها وخاصة في المجتمعات الأمية.


لذلك يسعدنا عزيزي الباحث أن نضع في كأس هذا المقال عصارة عقود خبرة طويلة قضاها فريق شركة دراسة للاستشارات والأبحاث والترجمة في تقديم استشارات ونصائح وخدمات تصميم المقابلات لعملائه الكرام.


إيماناً منّا بإتاحة العلم للجميع مجاناً نقدم لك أخي الباحث دليل المقابلة في البحث العلمي، ليكون الدليل الشامل والكامل في إجراء المقابلات في الأبحاث والدراسات، لم نبخل عليك بالمعرفة فلا تبخل علينا بتركيزك وأصغ سمعك وتهيأ لجرعة معرفية ثقيلة.


معلومات ثقيلة وزخم معرفي سترهق عقلك لكنك باحث علمي ويجب عليك الصبر في طلب العلم... ومع هذا نعدك بأبسط البسيط حتى تدخل الفكرة إلى صميم عقلك.


تعريف المقابلة في البحث العلمي:

المقابلة في البحث العلمي هي عملية تتم بين الباحث وشخص آخر أو مجموعة أشخاص من أفراد العينة الاستطلاعية أو العينة البحثية، يطرح من خلالها أسئلة، ويتم تسجيل إجاباتهم على تلك الأسئلة المطروحة.


تعد المقابلة واحدة من أهم طرق جمع البيانات من أفراد العينة لأغراض البحث العلمي؛ لها علاقة بالحالة البحثية أو موضوع الدراسة، ولا تقتصر المقابلة على المحادثة فقط، بل على معرفة الجوانب الأخرى من المستجيب كتعبيرات وجهة وإيماءاته وحركاته.


لا تقلق عزيزي الباحث يمكنك إجراء مقابلتك إما وجهاً لوجه أو باتصال، ولو شعرت أن المقابلة قد لا تفي بالغرض فليس هناك مشكلة أيضاً... ببساطة استخدمها كعامل مساعد مع طرق أخرى في دراسة أفرد عينتك البحثية.


أرأيت؟  قلنا لك أن معلوماتنا سلسة وبسيطة، باختصار المقابلة هي حواء بين باحث وعينته البحثية للتنقيب عن بيانات دراسته، ومن هنا نستنتج أنها الطريقة المناسبة لجمع المعلومات من الأشخاص غير المتعلمين الذين لا يعرفون قراءة ولا كتابة الذين سيرمون استمارة البيانات في أقرب سلة مهملات.


أهمية المقابلة في البحث العلمي:

تأتي أهمية المقابلة في البحث العلمي من أمرين هما الحاجة لجمع البيانات عند فشل الطرق الأخرى كما في حالة غير المتعلمين وسلة المهملات، ولأنه "العين مجرفة الكلام" أو بصيغة أكاديمية من أجل التنقيب بعمق عن البيانات الأدق داخل أفراد العينة، وتوظيف حركاتهم وسكناتهم في تسديد ومقاربة وجهة الدقة والمطابقة للواقع، أضف على ذلك مزايا كثيرة تقدمها مقابلة البحث العلمي نخبأها لك في نهاية المقال.


في الفقرتين القادمتين سنوضح لك أنواع المقابلة في البحث العلمي ونماذج المقابلة في البحث العلمي، دمجناها سوياً حتى لا تتشتت، ويكون لكلامنا النظري تطبيق عملي مباشر.


أنواع المقابلة في البحث العلمي.

نماذج المقابلة في البحث العلمي.

نتمنى عزيزي الباحث لو كان هناك ستاندرد مقابلة معين لكل الدراسات؛ لقلنا لك "هاك تفضل هذا نموذج موحد طبقه واجمع بياناتك"، لكن تختلف المقابلة في البحث العلمي باختلاف الهدف والغاية من المقابلة والبحث، فهناك عدة أنواع للمقابلة في البحث العلمي:


مقابلات منظمة أو المقابلة ذات الأسئلة المحدودة: يستخدمها الباحث في البحوث الكمية، وفيه يسأل الباحث الشخص الذي يقابله أسئلة يطلب منه إجابات محددة عنها، حيث يختار الشخص إجابات على المقاييس المستخدمة سواء أكانت سمية، أم تراتبية، أم فترات، أم نسبة، ونذكر لك نموذج عن المقابلات المنظمة:

الرجاء حدد إجابتك:

الطلبة ذوي التحصيل المرتفع يمتازون بذكاء مرتفع:

  1. أوافق بشدة.
  2. أوافق.
  3. لا أعرف.
  4. لا أوافق.
  5. لا أوافق بشدة.


المقابلة ذات الأسئلة الحرة: يستخدمها الباحث في البحوث النوعية، فتستخدم أسئلة مفتوحة وتكون الاستجابات مفتوحة.

نموذج عن المقابلة ذات الأسئلة الحرة:  


"كيف توفق بين العمل الأكاديمي والرياضة؟"

هنا تبدأ أفراد العينة بسرد قصة حياتها وعلى الباحث توجيه الحديث في المقابلة نحو النقاط التي يريدها.

المقابلة الهجينة: وه النوع الثالث من أنواع مقابلات البحث العلمي؛ يستخدم فيه الباحث النوعين الأول والثاني، أي أسئلة مفتوحة ومغلقة. مثال على ذلك: الطلبة ذوي التحصيل المرتفع يمتازون بذكاء مرتفع.

نموذج عن المقابلة الهجينة في البحث العلمي:

يسأل الباحث أفراد العينة أي سؤال، ويخيّرهم مع تفسير إجاباتهم:

  1. هل توافق بشدة؟
  2. هل توافق؟
  3. هل أنت لا تعرف؟
  4. هل لا توافق؟
  5. هل لا توافق بشدة؟
  6. الرجاء وضع استجابتك بتفصيل أدق.


يستخدم النوع الثالث من مقابلات البحث العلمي في البحوث الكمية والنوعية. ولكن استخداماته أكثر في البحوث الكمية.


الخبر المفرح أن هناك أنواع أخرى من مقابلات البحث العلمي لكنها تعتمد على الوسيلة لا المنهجية، ويمكن أن تكون مقابلة البحث العلمي واحدة من الأنواع التالية:


مقابلة تتم بين شخص وآخر.

مقابلة جماعية.

مقابلة بواسطة التلفون.

مقابلة بواسطة البريد الإلكتروني.

لن نحشو مقالنا ونقول لك أن مقابلة التلفون تُجرى على الهاتف والمقابلات الجماعية مع مجموعة أشخاص لأننا اتفقنا على نقل عصارة خبرة شركة دراسة للاستشارات والأبحاث والترجمة، لكن سننتقل للنقطة الأهم وهي كيف تُجري مقابلة بحث علمي؟


كيفية إجراء المقابلة في البحث العلمي:

ببساطة تتبع ما ذكرناه في دليلنا الشامل للمقابلة في البحث العلمي، والخطوات التسع الآتية لإجراء المقابلة"


  1. حدد الأشخاص الذين تريد مقابلتهم.
  2. حدد نوع المقابلة الذي تريد استخدامه.
  3. سجل أثناء المقابلة الأسئلة والأجوبة.
  4. خذ ملاحظات أثناء المقابلة.
  5. حدد مكانا هادئاً لإجراء المقابلة.
  6. خذ موافقة الذين يرغبون في المقابلة قبل البدء بالمقابلة.
  7. وضح لمشاركين الهدف من الدراسة، والوقت اللازم للمقابلة، وملخص للدراسة بعد انتهائها.
  8. ضع خطة للمقابلة يتوفر فيها المرونة.
  9. اشكر المشاركين بعد انتهاء المقابلة.

أرأيت عزيزي الباحث الأمر بسيط لكن يحتاج تركيز... أتحتاج تفاصيل لمقابلة بحث علمي ناجحة؟ اقرأ الفقرة التالية بشروطها الثلاث


شروط القيام بمقابلة بحث علمي ناجحة:

درجة توافر المعلومات لدى المستجيب، فإذا لم تتوفر المعلومة المطلوبة لدى المستجيب فإنه لا يستطيع الإجابة على الأسئلة المطروحة، وقد يعزى عدم توفر المعلومة إلى النسيان، أو إحجام الفرد نفسه عن الاستجابة.

الإدراك وهذا يعني فهم المستجيب لما هو مطلوب منه، وأي الأطر المرجعية سيعتمد عليها في التعبير عن إجابته. من هنا يأتي أهمية دور القائم بالمقابلة بالتوضيح للمستجيب ما هو الدور المتوقع منه.

الدافعية بمعنى أخر ما هي شدة الدافعية عند المستجيب للإجابة على الأسئلة التي توجه إليه. لذا فان العمل على زيادة تأثر العوامل التي تؤدي إلى رفع مستوى الدافعية عند المستجيب يعد أمرا هاما.

ويمكننا القول أنَّ المقابلة هي عبارة عن استبيان شفوي، فبدلا من أن يكتب المستجيب استجاباته فإنه يتحدث بها شفويا ووجها لوجه. والقائم على المقابلة إذا كان لديه المهارة الكافية في إجراء المقابلة فإنه يحصل على معلومات كثيرة من الطرف الآخر. وقد يحصل على معلومات أكثر من أية وسيلة أخرى، بسبب أن الناس يرغبون بشكل عام في الكلام أكثر من الكتابة.


خصائص المقابلة في البحث العلمي:

المقابلة كطريقة من طرائق جمع المعلومات لها عدة خصائص أهمها:


المقابل والمستجيب شخصان غريبان ومن هنا فإن على المقابل أن يقدم نفسه للمستجيب بطريقة جيدة.

إن مفتاح المقابلة هو بناء علاقة جيدة ودافئة مع المستجيب. وهذه تتعلق بشخصية المقابل وقدراته ومهاراته في خط مثل هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والتقدير والاهتمام.

المقابلة هي الحصول على استجابات شفوية لأسئلة شفوية.

المقابلة لا تقتصر على اللقاء وجها لوجه، إذ من الممكن إن يتم عن طريق التلفون.

لا تقتصر المقابلة على فرد واحد، إذ من الممكن أن تشمل الأسرة أحياناً، أو مجموعة من الأطفال وهذا يعتمد على طبيعة الدراسة.

المقابلة عملية تفاعلية بين المقابل والمستجيب وكيف يدرك كل منهما الآخر. فمظهر المقابل، وتعبيرات وجهه، وطبيعة أسئلته تلعب دورا هاما في عملية التفاعل هذه.

المقابلة ليست عملية مقننة بل هي عملية نفسية تتسم بالمرونة.

متطلبات المقابلة الناجحة في البحث العلمي


تتطلب المقابلة الناجحة في البحث العلمي ما يلي:

توفر المعلومات: وهذه المعلومات يفترض أن تكون لدى المستجيب حتى يكون بإمكانه التواصل مع المقابل.

إدراك الدور: من المفروض أن يعرف المستجيب دوره وما هو مطلوب منه.

وعي المقابل بدوره: وكيف بإمكانه بناء علاقة مع المستجيب.

دافعية المستجيب: أي أن يكون لدى المستجيب الرغبة في إعطاء أجوبة دقيقة، وهذا بدوره أيضًا يعتمد على مهارة المقابل في خلق أجواء تساعد على الدافعية لدى المستجيب.

بعد انتهائنا من الخصائص والمتطلبات نحيي فيك عزيزي الباحث صبرك وهمتك، ونقول لك "هانت بقي فقرتين فقط."


إيجابيات المقابلة في البحث العلمي:

العمق والحصول على معلومات منفصلة.

يستطيع القائم على المقابلة أن يجري تحسينات كثيرة عليها، وعلى نوعية المعلومات التي يحصل عليها. كما أن بإمكانه استخدام أساليب متنوعة للتغلب على عدم رغبة المستجيب على الاستجابة، وتوضيح الأسئلة غير المفهومة، وإزالة الشكوك بينه وبين المستجيب في حالة ظهورها.

يستطيع القائم على المقابلة الحصول على معلومات كثيرة حول طبيعة حياة المستجيب وظروفه من خلال ملاحظته لبيئته.

يستطيع القائم على المقابلة من استخدام وسائل سمعية وبصرية تساعده في تحسين إجراءات المقابلة.

أن المقابل هو ملاحظ في نفس الوقت، فهو يلاحظ سلوك المستجيب وحركاته وإيماءاته وليس فقط ما يتلفظ به.

تمتاز المقابلة بالمرونة والتكيف مع مواقف الأفراد.


سلبيات المقابلة في البحث العلمي:

أنها مكلفة مادياً وتحتاج لوقت طويل لإجرائها.

تتأثر نتائج المقابلة في الغالب بمزاج القائم على المقابلة أو بالتسجيلات غير الدقيقة، وكذلك بالإدراك الخاطئ، والذاكرة للشخص المستجيب.

هنالك بعض الجوانب الشخصية والمالية يصعب طرحها أحيانًا أثناء اللقاء.

تبرز في المقابلة صعوبة تسجيل المعلومات، فأخذ الملاحظات يمكن أن يكون محددًا بالنسبة للمقابل وللمستجيب.

صعوبة توفر أشخاص مدربين ذوي كفاءة عالية على إجراء المقابلات.

نهايةً نرجو أن يكون هذا المقال دليل شامل يصف أهم الأسئلة التي تطرح حول المقابلة في البحث العلمي، حيث فضلنا أن يكون في هذا المقال بعض الحركة و المرح والتواصل اللطيف معك عزيزي الباحث لرغبتنا في تحقيق أقصى استفادةً ممكنة وتخفيف ألم التعلم عنك، تصميم المقابلة أمر يستغرق وقتاً وجهداً ربما أنت بأمسّ الحاجة إليه فلو كنت بحاجة للمساعدة والاستشارة نحن هنا لمساعدتك في دعم مجتمع البحث الأكاديمي العربي، نحن في شركة دراسة للاستشارات والأبحاث والترجمة متواجدين على مدار الساعة لخدمتك فلا تتردد في التواصل معنا ودعنا ننجز مهامك عنك.







مراجع يمكن الرجوع إليها:

الضامن، منذر. (2007). أساسيات البحث العلمي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

مصدر الموضوع : https://drasah.com/Description.aspx?id=3706

صل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنس دعمنا بالنشر والتعليقات

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها